hhhh

hhhh
5

السبت، 9 فبراير 2008

من باب المعرفة فقط

من باب المعرفة فقط

(1)
في وطني فلسطين
كانت الأرض تتكلم العربية
والآن الأرض أصبحت تصرخ وتتألم بالعربية

(2)
وهناك في العراق
تنتهك أشياء كثيرة عظيمة
تنهب الأرض
يهتك العرض
وضاعت صرخة إسلامية ولدت في عياب المعتصم

(3)
وهناك في جسد الامه العربية
أشياء لا تمحى
طعنات غدر
بصمات عار
وأثار اعتداء واغتصاب
وانين انكسار

(4)
وهناك في مكان ما
رجل اعرفه جيداً
وقور جداً
يتصدق على الفقراء
ويغيث الملهوف
ويبر والديه
ويحسن تربية أبنائه
ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر
ولكنه
لا يصلي

(5)
وهناك في صحيفة أو مجلة ما
كاتب يعشق قلمه بجنون
ويعيش مع كتاباته حكاية حب
يكتب في كل امرأة يلتقيها قصيدة ملتهبة
وهو أول من يحترق بقصائده
أخر نسائه امرأة مختلفة
فارقها باكياً وفارقته متألمة
ومازال يكتب وما زالت لا تقرأ

(6)
وهناك في دولة ما
شعب
يصرخ ولا يصرخ
يستغيث ولا مغيث
يعترض ولا يعترض
يموت ولا يموت
يعيش ولا يعيش
باختصار ...
موجود ولا موجود

(7)
وهناك في حلم ما
مدينة جميلة هادئة
بحرها عسل
ترابها ذهب
أشجارها مثمرة
شمسها مشرقة
جبالها أحجار كريمة
مبانيها ورد الندى
سكانها متحابون بلا حدود

(8)
وهناك في وزارة ما
موظفة محترمة جداً
تتحدث عن القيم بشكل مفصّل
وتدّعي الفضيلة بشكل لافت
ضميرها حي في كل الأوقات
لكنه يغفوا أحيانا ً حين تخلوا بنفسها
ويموت تمامً حين تخلو بوجهها الحقيقي

(9)
وهناك في وزارة أخرى
موظف مجتهد جدا
ضميره من النوع اليقظ جداً
لا يؤجل عمل اليوم للغد
كل الذين جاءوا بعده تخطوه إلى الأمام
ولا يزال هو ((مكانك سر))
ولا يزال يحلم بلحظة جميلة
يمح فيها ترقية أو شهادة تقدير
وربما أدرك يوما ما بعد فوات الأوان
أن هذا الزمن ليس زمان أمثاله من المخلصين

(10)
وهناك في قلب رجل ما
تعيش امرأة نقية
عشقها منذ سنوات ولا يزال
كلما تعرف على امرأة جديدة حدثها عنها
وكلما جاء المساء حدث المساء عن حلم اللقاء بها
وتأتي امرأة وتنتهي حكاية
ولا تزال الحكاية الأصدق في أعماقه
يعيش على ذكراها بأحلامه

(11)
وهناك في شارع ما
وبالحديد عند إشارة المرور
يقف رجلا مسن
ربما تجاوز السبعين من عمره
يحمل مجموعة من الصحف
يتنقل بين السيارات بخطىً متثاقلة وكأنه يجر خلفه
سنواته السبعين
فمنذ سنواته وهو يقف في المكان ذاته
ربما تناسى ان له هناك في البعد وطناً
طال غيابه عنه.

وللعم فقط
ليس كل ما يقال يكتب ...
ليس كل ما يكتب ينشر...
وليس كل ما ينشر يفهم.